***الجارات المتطفلات ***(قصة طريفة فيها عبرة)...بقلمــــ..بلقاسم..ي

بسم الله الرحمان الرحيم

كنا واقفات كالعادة أمام أبوابهن صباحا, يلتقطن أخبار الجيران الصباحية, و لا يفلتن و لا خبر مهما كان بسيط .و إذا بهن يرين شاحنة محملة بالأثاث ,فتتبعنها

بأبصارهن و تهامسن قائلات: لعلهم السكان الجدد ,فلقد سمعت أن بيت السيدة عائشة بيع أخيرا, صحيح ?أجل, ثم لحقت بالشاحنة سيارة ابتسمت لهن منها امرأة

حسناء .و ما إن وقفت الشاحنة و نزلت تلك المرأة و زوجها و ابنها الصغير, حتى بدأن بالقيل و القال ,فليلى بدأت بالتعليق :كم هي جميلة. وأضافت فاطمة: و زوجها

أيضا يبدو وسيم أظنه يشبه الممثل ...مم نسيت اسمه .وطبعا لحكيمة دورها :يال ذاكرتك يا فاطمة ,ثم علقت :أنظرن لطفلها كأنها أخرجته من غسالة لشدة

نظافته, فضحكن. ثم انتبهت فاطمة :ههه قرب موعد قدوم أزواجنا و نحن لازلنا لم نحضر الغداء ,هيا ما إن أرمش حتى أجد كل واحدة منكن انصرفت لبيتها ,و فعلا

انصرفن متواعدات مساء .و مضت أيام و هن ينتظرن انضمام الجارة لشلتهن لكن بلا جدوى ,و بينما هن يتحدثن عنها مر عليهن زوجها ملقيا التحية, فقالت

ليلى: ما شاء الله ,لا يرفع عينيه أبدا .فاطمة: ليس كأزواجنا اللذين تطير أعينهم يمينا و شمالا. حكيمة :وما يمنعهم من الزواج مرة أخرى إلا عجزهم ,فتعالت

ضحكاتهن .و في مساء و أثناء جلسة من جلساتهن الثرثرية, سمعن صوت قران قادم من بيت الجارة الجديدة, ففزعت فاطمة: يا إلهي! لعل أحدا مات من

أقاربها ,و تكهنت حكيمة المتشائمة :أتراه زوجها? فنهرتها ليلى :أسكتي ,لا سمح الله .ثم اتفقن على تعزيتها متناسيات غضبهن من تكبرها عليهن ,وفعلا ذهبن

و استقبلتهن ضاحكة :أهلا و سهلا, تفضلن .فهمست حكيمة لليلى :كم هي صبورة المسكينة ,و بعدها جلسن و كل واحدة تعطي الكلمة للأخرى. فقالت لهن :ما بكن?

فأجبنها بنظرات مشفقة .فاستغربت لكن استأذنتهن لتحضر القهوة ,فرفضن: لا ,لا نريد إزعاجك .لا تقلن هذا, على الرحب. فتشجعت فاطمة :في الحقيقة, أتينا

لتعزيتك فقط .ففزعت و اصفر لونها :تعزيتي?! لما? فنظرن لبعضهن مستغربات ثم قالت ليلى: لقد سمعنا والله صدفة صوت قران قادم من بيتك فعرفنا بموت

أحد. فزفرت و ضحكت ضحكة أسف قائلة :بل أسمعه كي لا أكون من المهاجرين. المهاجرين?! نعم ,لأن من لا يقرأ, و يسمع, و يحفظ القران, يسمى مهاجرا له.

بقلمي مع تحياتي.اسحاق